ارتفع عدد ضحايا التفجيرين اللذين وقعا أمس الأربعاء بمدينة جابهار بأحد في المساجد الشيعية بالتزامن مع احتفال الإيرانيين بذكرى يوم كربلاء، إلى أكثر من 40 قتيل وحوالي مائة مصاب.
وكانت جماعة "جند الله" السنية قد تبنت العملية التفجيرية في وقت لاحق، وأكدت ذلك من خلال بيان نشرته على موقعها الإلكترونية مشيرة إلى أنها أقدمت على هذه الخطوة ردا على شنق قائد الجماعة الأمير عبد المالك ريجي، الذي سبق أن اعتقلته السلطات الإيرانية في فبراير الماضي قبل أن يتم إعدامه في يونيو، وأضاف البيان أن منفذي العملية شابان انتحاريان هما سيف الرحمن شبهاري وحسن خاشي.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني اتهامه لأمريكيين والدولة الصهيونية وقوفها خلف التفجيرات في محاولة منها لإحداث شقاق بين السنة والشيعة في إيران.
ورغم ذلك، سارعت كثير من الدول الغربية والعربية لإدانة الهجوم عقب وقوعه مباشرة، حيث أدان الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" الهجوم ووصفه بالـ"هجوم حقير" مطالبا بمحاسبة المسؤولين عن التفجيرات، كما نددت كل من بريطانيا وفرنسا بالتفجير من خلال بيانات صدرت عن خارجيتهما، في حين أبدى "بان كي مون" سكرتير عام الأمم المتحدة صدمته الشديدة من العملية.
وهو نفس ما فعلته بعض الدول العربية مثل البحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية، وتقدموا بالتعازي للرئيس الإيراني أحمد نجاد وأسر الضحايا، كما أدان عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية من خلال بيان صادر عن الجامعة، عن تضامنه مع المصاب الجلل الذي طال الشعب الإيراني.
يأتي ذلك في الوقت الذي التزمت فيه الخارجية المصرية الصمت التام تجاه العملية، ولم يصدر عنها أي بيان بالتنديد أو الشجب أو الاستنكار، كما لم تعلن الرئاسة المصرية حتى الآن عن إجراء أي مكالمات بين الرئيس المصري ونظيره الإيراني لإبلاغ التعازي، أو حتى إرسال أي برقيات تعزية للجانب الإيراني كما هو معتاد في مثل هذه الحالات، وهو سلوك يتناقض تماما مع ما سارعت وقامت به السلطات المصرية قبل أيام، عندما اندلعت بعض الحرائق في شمال إسرائيل، حيث لم تكتفي الخارجية المصرية والرئاسة بتقديم التعازي وإرسال البرقيات، بل قدمت السلطات المصرية المساعدات الفعلية للإسرائيليين وأرسلت مجموعة من طائرات الإنقاذ للمساعدة على إخماد الحرائق وإنقاذ المصابين.