البداية و النهاية

الحمد لله الذى ارسل رسوله بالهدى و دين الحق ، محمداً بن عبد الله الذى ارسله ربه بشيراً و نذيراً ، وداعياً إليه بإذنه و سراجاً منيراً .

و أشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ، شهادة تحفظنا من أهوال يوم القيامة ، وتنقينا من الدنس .

و أشهد ان محمداً عبده و رسوله ، هدى الله به الامة و كشف به الغمة و أتم الله به النعمة ، و أكمل به الدين ، و ختم به النبيين ، و أرسى بدعوته دعائم العلم ، و قواعد المعرفة ، و تمم به مكارم الاخلاق و أخرج به الناس من ظلمات الكفر و الجهل الى نور الايمان و المعرفة .

إن فى قصص الانبياء و السابقين كثير من العظات و العبر و الاحكام و الحكم ، و و فيه بيان لشئون و امور الدنيا و الدين ، و فيه مناهج تربوية و اخلاقية تعين الدعاه و المرشدين على إصلاح المجتمعات و بناء الامم و كان من الواجب على كل مسلم ان يتعرف من كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم على قصص هؤلاء الانبياء و المرسلين السابقين ، و يتلمس خطاهم فى اقوالهم و افعالهم ، و يتعلم من سيرتهم كيف تكون العبادة و كيف يكون التوحيد الخالص ، و كيف تكون سنة الله تعالى فى خلقه من نجاة المؤمنين و هلاك المكذبين .

لهذا نقدم لأمة الاسلام و اهل العلم و طلاب المعرفة فى ارجاء المعمورة كتاب البداية و النهاية للمحدث الجليل الحافظ بن كثير .

هذا الكتاب الذى يعتبر مرجعا ضخما للتاريخ منذ نشأة الخليفة راجين ان يكون فى تحقيقه و نشره من الفائدة بحيث يحقق الامل فى اثراء العلم و الفكر و الثقافة ، حيث ان العلم فى الاسلام دعامة من دعائمه و ركن من اركانه و كانت الدعوة الى العلم اول ما نزل به القرآن الكريم " اقرأ باسم ربك الذى خلق " و مدح رب العزة العلماء فى قوله تعالى : إنما يخشى الله من عباده العلماء " و قد قام المؤرخون القدامى بجهد عظيم ليوصلوا لنا التاريخ احداثا منظمة خلال سلسلة من الروايات و الرواه .

فهذا الكتاب اذكر فيه بعون الله و حسن توفيقه ما يسره الله تعالى بحوله و قوته ، من ذكر مبدأ المخلوقات : من خلق العرش و الكرسى ، و السماوات و الارضين ، و مافيهن و ما بينهن ، من الملائكة و الجان و الشياطين ، و كيفية خلق أدم عليه السلام و قصص النبيين ، وما جرى مجرى ذلك ، الى ايام بنى إسرائيل ، و أيام الجاهلية ، حتى تنتهى النبوة الى ايام نبينا محمد ، صلوات الله و سلامه عليه ، فنذكر سيرته كما ينبغى ، فتشفى الصدور و الغليل و تزيح الداء عن العليل .

ثم نذكر ما بعد ذلك الى زماننا ، و نذكر الفتن و الملاحم و اشراط الساعة ، ثم البعث و النشور و اهوال القيامة ، ثم صفة ذلك ، و مافى ذلك اليوم ، و ما يقع فيه من الامور الهائلة ، ثم صفة النار ثم صفة الجنان و ما فيها من الخيرات الحسان ، و غير ذلك و ما يتعلق به ، و ما ورد فى ذلك من الكتاب و السنة و الاثار و الاخبار المنقولة عند العلماء و ورثة الانبياء الآخذين من مشكاة النبوة المصطفوية المحمدية
على من جاء بها افضل الصلاة و السلام .

و لسنا نذكر من الاسرائليات الا ما اذن الشارع فى نقله ، مما لا يخالف كتاب الله و لا سنة رسوله صلى الله عليه و سلم ، و هو القسم الذى لا يصدق و لا يكذب مما فيه بسط لمختصر عندنا ، او تسمية لمبهم ورد به شرعنا مما لا فائدة فى تعيينه لنا فنذكره على سبيل التحلى به لا على سبيل الاحتياج اليه و الاعتماد عليه . و انما الاعتماد و الاستناد على كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم ، ما صح نقله او حسن ، و ما كان فيه ضعف نبينه ,

و بالله المستعان و عليه التكلان و لا حول و لا قوة الا بالله العزيز الحكيم العلى العظيم

مشرف عدد المساهمات : 624 تاريخ التسجيل : 16/09/2010

جزاكى الله خيرا يا روضة
وفى انتظارك

جزاكي الله خير يا روضتي
في انتظارك يا قمر

و جزاكم بأكثر يا قمرات

متشكرة جدا على تفاعلكم

و أتمنى اقدر افيدكم

شكرا على المشاركة الرائعة

و أتمنى مشاركات باقى الاعضاء

فكرة رائعة جدا

و فى الإنتظار