يا الله!!
جري استفتاء علي تعديل ستة وعشرين مادة في الدستورقدمتها الحكومة بزعامة طيب أردوجان وعارضتها شرائح واسعة من المعارضة وبدتصراعًا واضحًا علي مستقبل الحكم بين حزب، هويته إسلامية ومواقفه حادةوجادة في مواجهة أمريكا وإسرائيل وبين حزب العلمانيين في تركيا الذينينتصرون للفصل التام بين الدين والدولة وإلغاء أي مظاهر انتماء إسلاميلتركيا. انتهي الاستفتاء بالموافقة بنسبة 58 في المائة علي التعديلات التيقدمها الحزب الحاكم. المدهش (لنا طبعًا ) أن أحدًا في تركيا من المعارضةعلي شراستها وعلي مغالاتها في كراهية الحزب الإسلامي الحاكم لم يتهمالحكومة بتزوير الاستفتاء لا في نسبة الحضور ولا في نسبة الموافقينوالرافضين!
إذن نحن أمام ديمقراطية حقيقية شريفة ونزيهة.
حزب حاكم لم يزور، وحكومة لم تنجِّس يدها بتزييفإرادة الناس، ومسئولون لم يكذبوا بمنتهي الفجاجة والوقاحة وزعموا أنالانتخابات نزيهة! ومعارضة محترمة لم تتمرد أو تعصي أو ترمي بلاها عليالحكومة، بل اعترفت بهزيمتها وتواصل نضالها الديمقراطي ضد الحزب الحاكم!
هذه تركيا الناهضة في العالم والسياسة وتركيا الصاعدةفي الاقتصاد والتجارة. هذه تركيا التي تكسب احترام العالم وتقدير الشعوب.هذه تركيا إذن فخبروني عنَّا في مصر !
لم نشهد انتخابًا واحدًا حرًا في حياتنا.
كل استفتاءات مصر من 1952حتي 2007مزورة ومزيفة.
كل انتخابات مجلس شعب أو شوري عار علي الديمقراطية.
انتخابات رئاسية وحيدة مزورة ومزيفة.
حزب حاكم يحتكر السلطة ولا يتزحزح عن سلطته.
معارضة هشة وهاموشية وهامشية.
شعب متفرج وسلبي واللي يتجوز أمه يقول له يا عمي، ويقولوا له تور يحش ويديله!
كأن العالم كله يتقدم ويتطور، وتتحول مثلاً كل دولأمريكا اللاتينية (ما عدا كوبا ) من دول عسكرية ديكتاتورية فاشية إلي دولديمقراطية حرة خلال عشر سنوات.
الأرجنتين التي أفلست عام 2001 تصبح في 2010 واحدة مندول العالم الأولي في التصدير والتجارة. البرازيل التي توقفت عن سدادديونها تعود لتصبح من أهم القوي الاقتصادية الصاعدة في العالم ويتم ترشيحرئيسها أقوي رئيس في العالم عام 2009 وسيترك منصبه بعد انتهاء دورتيه، وهاهي تركيا تضرب المثل في عظمة وروعة الديمقراطية التي تجعلها دولة قويةمستقلة في مواجهة أمريكا والغرب وتمنع الطائرات الأمريكية من التحليق فيسمائها لتضرب العراق، بينما كانت السماوات المصرية مفتوحة أمام ستين ألفرحلة جوية للطيران الحربي الأمريكي الذي قذف العراق!
الديمقراطية التي جعلت معدل النمو يصل في تركيا هذا العام إلي عشرة في المائة بينما يتقصف نمونًا في مصر !